تمثل واجهات جدة البحرية أحد أبرز المشاريع الحضرية التي تنبض بالحياة خلال موسم الصيف، حيث تحتضن الزوار في مشهد بانورامي يجمع بين سحر البحر وأناقة التصميم العمراني الحديث. على امتداد الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، تمتد هذه الواجهات كمحطات نابضة بالحيوية تستقطب العائلات والسياح ومحبي الترفيه في تجربة فريدة من نوعها ترتقي بمفهوم جودة الحياة وتنسجم مع رؤية المملكة 2030 الطموحة. ومن خلال مزج المساحات الطبيعية بالخدمات المتطورة، تبرز الواجهات البحرية في جدة كوجهة مثالية للاستجمام، الرياضة، والأنشطة المجتمعية، مما يجعلها ركيزة أساسية في التحول الحضري المتوازن الذي تشهده المحافظة. ومع استمرار تدفق الزوار خلال فصل الصيف، تؤكد جدة من جديد مكانتها كمركز حيوي للأنشطة السياحية والفعاليات الترفيهية، حيث تعكس هذه الواجهات مستوى التقدم في التخطيط العمراني وتنوع الخيارات المتاحة أمام السكان والزائرين على حد سواء.
![]() |
واجهات جدة البحرية |
تصميم حضري متكامل يعكس جمال المدينة وروحها البحرية
تُعد واجهات جدة البحرية نموذجًا حديثًا للتصميم العمراني الذكي، حيث تتميز بتوزيع مدروس للمرافق والخدمات يعزز من تجربة الزائر ويمنحه مساحة مفتوحة تلامس الجمال الطبيعي لبحر الأحمر. وتتوزع هذه الواجهات عبر خمسة مواقع رئيسية هي: روشن البحرية، وأبحر، والكورنيش الشمالي، والكورنيش الأوسط، وشاطئ السيف. كل واجهة منها تقدم طابعًا خاصًا يجمع بين المتعة البصرية والتفاعل الاجتماعي، فتجد أن النوافير المتدفقة والمجسمات الفنية والمساحات الخضراء تُشكل فسيفساء جمالية تبعث على الراحة والبهجة. كما تم تصميم الممرات الواسعة المخصصة للمشاة وراكبي الدراجات بطريقة تسهّل الحركة وتوفر بيئة آمنة ومشجعة على النشاط البدني. ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ تتوافر في كل واجهة مرافق عامة متطورة مثل الحمامات، مناطق الجلوس، أكشاك الطعام، ومواقف السيارات التي تسهّل على الزوار الاستمتاع بوقتهم دون عناء.
وتعتبر روشن البحرية من أبرز هذه الواجهات وأحدثها، حيث صُممت بمواصفات ترفيهية عالية تضع الزائر في قلب تجربة بصرية تفاعلية فريدة. وتوفر هذه الوجهة تجربة راقية لعشاق البحر، مع ساحات مفتوحة وجلسات مطلة على الماء، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء التي تحيط بالمكان وتعزز من الطابع الهادئ للموقع. وتُجهز روشن البحرية بكافة عناصر الراحة والأمان، ما يجعلها وجهة مثالية للعائلات ومكانًا مناسبًا لقضاء عطلات نهاية الأسبوع أو الترويح بعد يوم عمل طويل. كما أن إشراك العناصر الجمالية من نوافير ومجسمات وألعاب مائية يضفي على المكان طابعًا ديناميكيًا يجمع بين البساطة والابتكار في آنٍ واحد.
اللافت في الأمر أن كل واجهة من هذه الواجهات لم تُنشأ كمجرد مكان للنزهة، بل جاءت كجزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل جدة إلى مدينة عالمية تحتضن نمط الحياة الصحي والتفاعلي، حيث يجد الزائر كل ما يحتاج إليه من وسائل ترفيه وتسهيلات عائلية ضمن بيئة نظيفة وآمنة. كما أن وجود شواطئ مجهّزة ومناطق مخصصة للعائلات يمنح الخصوصية والراحة، وهو ما يزيد من الإقبال على هذه الأماكن، لا سيما في فصل الصيف عندما يبحث الناس عن وجهات بحرية معتدلة توفر التوازن بين المتعة والهدوء.
مشاريع داعمة لتعزيز جودة الحياة داخل المدينة وخارجها
لا تقتصر جهود محافظة جدة على تطوير الواجهات البحرية فقط، بل تمتد لتشمل مشاريع متكاملة تستهدف رفع مستوى جودة الحياة داخل الأحياء السكنية، ومنها مشروع “بهجة” الذي تنفذه أمانة جدة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية. ويتضمن المشروع تطوير أكثر من 443 حديقة عامة موزعة في مختلف أنحاء المدينة، لتحويل المساحات غير المستغلة إلى بيئات حضرية خضراء تتكامل مع منظومة الترفيه والراحة. ومن أبرز هذه الحدائق “حديقة السجى” التي تم تصميمها لتكون مساحة صديقة للعائلات وممارسة الرياضة، حيث تحتوي على ممرات للمشي، وأماكن جلوس مريحة، ومناطق مخصصة للأطفال.
كما تستمر "حديقة الأمير ماجد" في استقبال الزوار، وهي من أبرز المعالم الترفيهية الحديثة في جدة، إذ تمتد على مساحة تزيد عن 130 ألف متر مربع وتضم مسارات مشي، ومسطحات خضراء، وخدمات مجتمعية تجعلها ملاذًا للأسر من جميع الفئات. وجود هذه الحدائق يعزز من الصحة النفسية والجسدية للسكان، كما يدعم الأنشطة الاجتماعية التي تبني مجتمعًا متماسكًا. وتُعد هذه المبادرات من الأمثلة الناجحة لتطبيق مفاهيم التنمية الحضرية المستدامة، حيث يتحول الفضاء العام إلى عنصر فاعل في تحسين نمط الحياة داخل المدينة.
وما يميز هذه الجهود أنها لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تشمل كذلك الفعاليات والأنشطة التي تُنظّم باستمرار في مختلف المواقع البحرية والحدائق العامة. إذ تقام الفعاليات الصيفية التي تُسهم في تحفيز الحركة السياحية، وتمنح العائلات والزوار تجربة صيفية متكاملة تجمع بين الاستجمام والترفيه والتفاعل الثقافي. ومن خلال تنوع الأنشطة بين الرياضات المائية، والعروض الفنية، والمهرجانات العائلية، تتحول واجهات جدة البحرية إلى منصات حيوية تدعم الاقتصاد المحلي وتعزز من مكانة المدينة كمركز جذب صيفي متميز في المملكة.
ومن الجدير بالذكر أن تطوير الواجهات البحرية يأتي في سياق أوسع لتحسين بيئة المدن الساحلية في السعودية، حيث تستهدف الجهات المختصة جعل المدن الساحلية أكثر تكاملًا من حيث الخدمات والأنشطة، مع الحفاظ على التوازن البيئي. ولعل هذا هو ما يفسر الاهتمام بتوفير البنية التحتية الذكية مثل الإضاءة الموفر للطاقة، وأنظمة الري الذكية، والمسارات المتصلة التي تسهّل الوصول بين الأحياء السكنية والمناطق الترفيهية. في هذا الإطار، تبرز جدة كنموذج حي لمدينة ساحلية تنبض بالحياة، وتضع الإنسان في قلب التخطيط الحضري.
![]() |
واجهات جدة البحرية |
خلاصة القول: جدة وجهة بحرية تنبض بالحياة وتعزز رؤية المملكة
تؤكد واجهات جدة البحرية أن الاستثمار في تطوير الفضاءات العامة لا يقتصر على تحسين المشهد البصري، بل يشمل بناء تجارب إنسانية متكاملة تُثري الحياة اليومية للسكان والزوار على حد سواء. ومع وجود تصميمات تراعي الراحة والخصوصية، وخدمات متطورة تُواكب احتياجات العائلات، تصبح هذه الواجهات مثالًا رائدًا في توفير تجربة صيفية راقية تليق بمدينة بحجم جدة.
ومن خلال الدمج المتقن بين الطبيعة والخدمات والتقنيات الحديثة، تواصل الواجهات البحرية ترسيخ مكانة المدينة كواحدة من أفضل الوجهات الساحلية في المملكة العربية السعودية. كما تعكس المشاريع الداعمة مثل “حديقة الأمير ماجد” ومبادرات “بهجة” الرؤية الوطنية الرامية إلى توفير حياة أفضل لكل من يعيش على هذه الأرض. وبين زرقة البحر وخضرة الحدائق، تتجسد ملامح مدينة عصرية تأخذ مكانها الطبيعي في خارطة الترفيه العالمية، وتدعو الجميع إلى خوض تجربة بحرية لا تُنسى في قلب صيف لا يشبه أي صيف.