مالذي يفكر به مارك زوكربيرج في 2025 ؟

في السنوات الأخيرة، أظهرت شركة "ميتا" تحت قيادة مؤسسها مارك زوكربيرغ التزامًا قويًا تجاه توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب أعمالها. في مؤتمر "Meta Connect" في سبتمبر، كان شعار "إما زوكربيرغ أو لا شيء" قد أبرز التزامه العميق بتوجه الشركة نحو الذكاء الاصطناعي، ما يعكس استراتيجية تتجاوز مجرد تطوير الأدوات والتطبيقات، لتصل إلى بناء أسس قوية لهذه التقنيات داخل بنية الشركة التحتية. كانت هذه الخطوة جريئة، وتُعد جزءًا من استثمار ضخم بلغ قيمته 10 مليارات دولار في الذكاء الاصطناعي في عام 2024.


يعتبر الذكاء الاصطناعي الآن أحد العوامل الرئيسية التي تدفع نمو شركة "ميتا". فقد استثمرت الشركة بشكل مكثف في هذه التقنية، ما جعلها تشكل العنصر الأساسي في منتجاتها مثل إعلانات "فيسبوك" و"إنستغرام"، بالإضافة إلى تطبيقات أخرى مثل "واتساب". وقد ساعد هذا الاستثمار على تعزيز أداء "ميتا" بشكل غير مسبوق، إذ قفزت أسهم الشركة بنسبة 70% هذا العام فقط، وهو ما يعكس الثقة التي وضعتها الأسواق في رؤية زوكربيرغ.

يعتقد زوكربيرغ أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على إحداث تحولات هائلة في مجالات متنوعة مثل الإعلان، والواقع المعزز، وحتى الأجهزة الذكية. في هذا السياق، طرحت "ميتا" روبوتها الذكي "Meta AI" في 2023، والذي سرعان ما لاقى قبولًا كبيرًا، ليصل إلى 600 مليون مستخدم نشط شهريًا. لكن في الوقت نفسه، تواجه "ميتا" منافسة شديدة من قبل بعض اللاعبين الكبار في السوق مثل "ChatGPT" و"Gemini"، والذين يحظون بشعبية واسعة، خاصة في أسواق معينة. رغم هذا، تسعى "ميتا" إلى تعميق وجودها في الأسواق الناشئة، مثل الهند، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي التابع للشركة بشكل متزايد في التطبيقات المختلفة.

أما بالنسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلانات، فقد أصبحت الأداة الرئيسة للمعلنين عبر منصة "ميتا". وفقًا للتقرير، يستخدم أكثر من مليون معلن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بـ"ميتا"، مما أسهم في توليد حوالي 15 مليون إعلان خلال شهر واحد فقط. ورغم النجاح الذي تحققه هذه الأدوات في تحسين الحملات الإعلانية، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه "ميتا" هو تحسين تجربة المستخدم، وجعل أدوات الإعلان أكثر قوة ومرونة لتلبية احتياجات العملاء المتزايدة.

وفي إطار سعيها للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحسين أدائها، تشير التوقعات إلى أن "ميتا" قد تكون أمام فرصة تاريخية للاستفادة من قاعدة مستخدميها الضخمة التي تقدر بحوالي 4 مليارات شخص بحلول عام 2025. مع هذا العدد الهائل من المستخدمين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، تمتلك "ميتا" فرصة لا مثيل لها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لتعزيز التفاعل والتخصيص في خدماتها المختلفة، من إعلانات إلى محتوى مخصص.

تستمر "ميتا" في التوسع على مستوى سوق الذكاء الاصطناعي المؤسسي، إذ تشير استثماراتها الأخيرة إلى اهتمام واضح بالتوجه نحو الهيمنة في هذا السوق. فقد قامت بتوظيف خبراء من شركات تكنولوجيا كبرى مثل "Salesforce"، وهي خطوة تؤكد رغبتها في تعزيز قوتها في هذا المجال المتنامي.

في الختام، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور رئيسي في رسم ملامح المستقبل لشركة "ميتا". ومع استثمارات ضخمة ورؤية استراتيجية واضحة، تسعى الشركة لتحقيق نجاح غير مسبوق في هذا المجال، ما يجعلها من أبرز الشركات التي تتطلع إلى تحقيق الريادة في الثورة الرقمية التي يشهدها العالم.

ليست هناك تعليقات